حكاية اغتيال.. على أيدي "رجال"

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على من بعث بالسيف بين يدي الساعة رحمة للعالمين
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم:
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)11)
أما بعد,

حكاية اغتيال.. على أيدي "رجال"




بقلم : أم الشهيد ءادم المجاطي



قالت الأم الثكلى لأبنائها الأسرى تحكي لهم حكاية بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وهي تذكرهم بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه:
كان يا ما كان في قريب الزمان، في ليلة ليلاء باردة ظلماء، هجم بنو ظُلمان من قبيلة بني عُربان بأمر من بني عَجمان عباد النجمة والصلبان في زمن الصقيع العربي على السجن الكبير المغربي. اختطفوا أكثر من مائة من خيرة الكهول والشبان واقتادوهم مقيدي الأيدي معصبي الأعين ولم يمهلوهم إتمام صلاتهم للرحمن إلى سجن الحسرة والحيرة بمدينة القنيطرة. هنالك أذاقوهم صنوف الذل والتعذيب باسم الاصلاح والتهذيب بشكل عجيب وغريب وكان لكل واحد منهم نصيب.
انتفضت إحدى الأمهات المستضعفات التي ذاقت
الويلات في المعتقلات معها ثلة من الأمهات والزوجات على الظلم والظلمات رغم التهديدات. فأكثرن الوقفات والاعتصامات وكن يطرن كلما سمعن هيعة أو ليعة فيبتن الليالي المظلمات الباردات يفترشن الأرصفة أمام المعتقلات. وكن لا يغادرن إلا بعد شروق شمس الحقوق فأصبحن شوكة في حلوق مغتصبي الحقوق.

وفي إحدى المرات بعدما انقشعت غيوم الصقيع العربي وأشرقت شمس الربيع العربي على البيوت والطرقات التحقت بأحد الاعتصامات المنظمة من طرف "النساء" مجموعة من "رجال" الذين كانوا قد خرجوا منذ زمن بعيد من السجون والمعتقلات ولكن حال بينهم وبين نصرة إخوانهم الخوف من الهراوات والاعتقالات. لما التحقوا بالركب استبشرت الأم خيرا لأن الرجال قوامون على النساء وهم قرة العين و غرة الجبين وفرحت و نسيت أن الله لا يحب الفرحين.

في يوم من الأيام جاء من إحدى البلدان اثنان يسعيان يتوسلان ويقسمان بأغلظ الأيمان أنهما حملان وديعان فلما رأت معهما أسد البلقان و ثلة من الإخوان أعطتهما الأم الأمان وأخلدت للاطمئنان. أسلمت الأم القياد لفلذات الأكباد وأعلنت الانقياد ظنّا منها أنهم من خيرة العباد من أهل الهدى والرشاد فتَمَسْكَن الحملان الوديعان حتى تمكّنا و أصبحا يشار لهما بالبنان، آنذاك بدا الغدر والمكر منهما وبان.. أنهما لم يأتيا إلّا لإزالة الشوكة من حلق السجان ليعيشا ومَن وراءهما والسجان في أمن وأمان ورغد واطمئنان وكذلك كان، فالحملان الوديعان أصبحا من الأعيان فأطلقا العنان لمعسول اللسان فتبعهما فريق من ضحايا السجان..

لما خرج "الأمراء الأعيان" ظهر المكر للعيان, لكن الأم لم تفهم هذا إلا بعد فوات الأوان.. كانت الأم هي القربان الذي قُرِّب إلى المقربين من السلطان ليرسلوا إليهم رسائل الاطمئنان فينالوا الحظوة والرضوان. أعلنوا عليها حربا يعجب منها الشيطان: الظلم والبهتان والقهر والخذلان من شتى الصنوف والألوان.. حرب أنستها ما كان من ظلم السجان. غادرت الأم المكان والألم يعتصر الجنان. زادت الآلام والأحزان واتشح القلب بالأكفان والأم ترى ظلم السجان يصول ويجول في كل مكان ويجهز على بقايا حقوق الإنسان التي انتزعتها الأم وأخواتها بالأظافر والأسنان تُشَيّع إلى مقبرة النسيان.
انتُهِكَت الأعراض ونُهِبت الأغراض وأُقيم للظلم سوق عكاظ وشارفت الوقفات على الانقراض. أما زمن الاعتصامات فولّى وفات وأصبح منذ زمن بعيد في عداد الوفيات وكبّر عليه "رجال" أربع تكبيرات. وهلَّ زمن الأحزاب و المؤامرات عفوا المؤتمرات والمشاورات واللقاءات و المأدبات والسفريات و الإجازات و الصفحات و... بعد خروج "الأمراء" من المعتقلات.

أُزهقت أرواح بريئة تشكوا إلى بارئها خذلان الخلّان ولم تجد لها مواقف جريئة فمرت على السجان بسبب جبن الجبان هنيئا مريئا. فأسلم الإخوة أحمد بن ميلود وعبد الصمد عبد المالك ومحمد بن الجيلالي رحمهم الله تعالى الروح لبارئها في صمت عجيب وغريب و..مريب. "الكبراء" و"الأمراء" مشغولون بالجدال والمراء وحرب النساء. انشغلوا عن اغتيال إخوان لهم رهن الاعتقال بالقيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال والحاسوب والجوال ونسوا أيام الاعتقال ومن هم لا زالوا قيد الاعتقال وتناسوا أن في رقبتهم "بيعة النضال". . الذي اغتيل على أيديهم. .على أيدي "رجال" ولم يكلفوا أنفسهم المقدسة حضورالجنازة لأن صاحبها بأعينهم حقير الشان ولن يكون في جنازته وزراء و لا رواد برلمان وزهدوا، وما هم بزهاد، في حديث النبي صلى الله عليه و سلم "من صلى على جنازة فله قيراط ومن انتظر حتى يفرغ منها فله قيراطان".

و الله المستعان و عليه التكلان.


أم الشهيد ءادم المجاطي

الجمعة 5/1/1435 هـ - الموافق 8/11/2013 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البريد الإلكتروني :

oumchahid1993@gmail.com

مدونتي :

www.oumadamelmejjati.blogspot.com

حسابي على تويتر :

twitter.com/umadamejjati05

صفحتي على الفايسبوك :

www.facebook.com/oumadamelmejjati

حسابي على الفايسبوك :

https://www.facebook.com/fatiha.hassani.90

0 التعليقات:

Post a Comment